
إذا كنا لا نزال نحتاج إلى من يوجهنا، من يدفعنا إلى أن تكون نفوسنا فيها ذرة من روح الجهاد الذي هو من أعظم ما تناوله القرآن الكريم من أعمال المؤمنين فنحتاج إلى من يدفعنا ويشجعنا ويوعينا ويفهمنا، ونحتاج إلى بعضنا البعض؛ أليس هذا يدل على أننا لا نزال هابطين كثيراً؟ أين نحن من درجة أن تكون هذه مسألة مفروغاً منها عندنا، فنحن الذين ننطلق إلى الآخرين، لنجعلهم هم من يحملون الروحية التي نحملها؟ ألسنا لا نزال بعيدين عن هذه؟
ما أكثر المتوجسين فينا ممن لم يصل إلى درجة أن يقطع على نفسه إلزاماً بأن يثقف نفسه بثقافة القرآن بما فيها أن يحمل روحية الجهاد التي يريد القرآن منه أن يحملها! لا نستطيع - وأنا واحد منكم - أن نقطع بأننا وصلنا إلى هذه الحالة.
إذا كان زين العابدين عليه السلام يمكن فعلاً أن تصدق عليه تلك الصفات التي ذكرها الله للمؤمنين بما فيها الجهاد في سبيل الله، وإن كان الواقع الذي عاش فيه واقعا مظلما، أمة هُزِمت وقُهِرت، وأُذلِّت تحت أقدام يزيد، وأشباه يزيد. لكنه هو من عمل الكثير الكثير وهو يوجه، وهو يعلِّم، وهو يربي، أليس الإمام زيد عليه السلام هو ابنه؟ من أين تخرج الإمام زيد، إلا من مدرسة أبيه زين العابدين عليه السلام؟
اقراء المزيد